الأحد، 23 أغسطس 2009

ذكريات الليلة 130


لم أتخيل أن كل هذه الأيام ستمر وبهذه السرعة .. ولم أكن أتخيل أيضاً أن الزمن سيمضي كأنه لم يكن .. ولم أكن أيضاً أظن أنني سأنسى بهذه السهولة ..
في الحقيقة لم أكن أنوي على الإطلاق الحديث عن فترة اعتقالي .. لم يكن لدي أسباب معينة ولكنني شعرت أن الحديث عن أربعة شهور قضيتها في السجن .. والحديث عن معاناة وجهد وتعب وما إلى ذلك سيجعلني أبدو أمام نفسي وأمام الناس وكأني بطل .. وهذا شئ غاية في السوء لأن ما قدمته لا يساوي شئ ولا يذكر أمام نعم الله عليّ .. وأيضاً مقارنة بما يقدمه أصحاب العسكرية أو شهداء الإخوان أو أهل فلسطين فعلاً لا يساوي أي شئ .. أربعة شهور خرجت منها معافى لم يمسسني سوء
ولكنني اليوم أخالف ما كنت قد نويته لا لأن قناعتي قد تغيرت .. ولكنني الآن أروي ذكرياتي ومشاعري .. أروي أحاسيسي وخواطري .. وقد قررت ذلك .. لأنني وجدت الأيام تنسيني كل شئ وكأن الأربعة شهور كأنها لم تكن ولم تحدث .. الحياة تشعرني أنني لم أعيش ذلك الوقت أو هذه الفترة .. ولأنني إمرء يعشق الذكريات خفت أن أنسى ما عشته وتعلمته وتأثرت به في هذه الفترة .. خفت أن أنسى مشاعر وخواطر ونفحات وعلاقات مع أشخاص تأثرت بهم كثيراً ..
130 هو عدد الأيام التي قضيتها في السجن .. واليوم سأروي ذكريات الليلة 130 .. التي وافقت 3 مارس 2009 .. بالطبع لم أعد أتذكر كل التفاصيل ولكن هناك مشهد لا أستطيع أن أنساه .. كنا نحن السبعة نستلقي على الأرض .. يحاول كل واحد منا أن يقول أي شئ يقطع به ممل سكون الزنزانة .. أحدنا يتوقع ماذا سيحدث معنا وهل ستطول المدة أو تقصر .. وثانٍ يصف كيف اشتاق إلى بيته وأولاده .. وآخر يتمنى لحظة الخروج وكيف يتخيلها ويتصورها في كل وقت.. حتى نفد الكلام منا جميعاً .. وعدنا لفترة صمت جديدة .. هدوء وصمت .. كل واحد منا يفكر ويطرح الأسئلة على نفسه .. ولا يجد لها إجابة .. هل سأخرج ؟؟ متى؟؟ وماذا سأفعل بعدها؟؟ هل سأخرج وحدي؟؟ أم سيخرجون معي؟؟ ولكن أيضاً متى؟؟ متى ؟؟
حتى بدأ يددن .. قطعت دندنته الصمت .. والسكون .. وطرح الأسئلة .. بدأ "حسن" ينشد .. صوته ليس جميلاً .. بل إنه ليس منشداً أصلاً .. ولكننا شعرنا في هذه اللحظة وكأنه عصفور يغرد .. لأن ما بدأ في إنشاده هو ما كنا نحتاجه فعلاً "يا دعوتي سيري .. سيري .. سيري" .. بدأ صوته يعلو .. واندمجنا معه بسرعة .. وكأننا عطشى وجدوا أمامهم الماء .. ارتفع الصوت .. كلنا أخذ يردد كلمات هذا النشيد الرائع .. وجدنا في الكلمات سلوانا .. وجدنا فيها تصويرا لما نحن فيه .. وجدنا في الكلمات لذة .. وقوة .. وتثبييت .. وتحميس تشابكت أيادينا .. التحمت أصواتنا .. لمعت عيوننا .. رفعنا رؤسنا .. أصبحنا ننشد وكأننا نهتف أو نصرخ .. شعرنا أننا نكسر قيودنا .. ونقهر الأسوار حولنا .. استمر الإنشاد الثائر .. حتى وصل بنا إلى مقطع .. لم نتمالك أنفسنا عنده


أجيال ورا أجيال وصفوف وراها صفوف .. والدعوة تتورث وفداها دم ألوف
لازم نبلغها من غير خـشا أو خــوف .. ده ربنــا معانـا مين غيره يرعــانا
مين غيره مولانا ينصرنا عارفينه .. قرآنه دستورنا في قلوبنا شايلينه
هنعاهده يا خونا نفضل فدا دينه .. يا رب ثبتنا بارك اخوتنا


ظللنا نردده .. مرات ومرات .. وكأننا في كل مرة نلعن الظالم .. والظلم .. نلعن القهر .. والكبت .. نلعن من سلبنا حريتنا وأراد أن يكمم أفواهنا .. ويقتل إرادتنا .. أنشدنا حتى خارت قوانا .. وبُحت أصواتنا .. وانهكت أيادينا المتشابكة .. ارتمينا على الأرض مرة أخرى .. لم أشعر بنفسي إلا وهم يقظوني للصلاة .. صلينا الفجر .. دعونا على الظالم .. سألنا الله الفرج .. ثم نمنا ..
وفي الصباح فتح أحدهم باب الزنزانة وقال: " يلا يا جماعة " .. بعدها بساعات كنت في بيتي .. وانتهى كل شئ

السبت، 18 يوليو 2009

سنة تانية حب وجواز وغرام



13/7/2007




سنتين عدوا كأنهم لمح البصر .. سنتين حب وحنان .. عشق وغرام .. سنتين دموع واشتياق وضحك وآهات .. سنتين جواز ..

زوجتي الحبيبة .. الغالية
أحبك .. كلمة يكررها البشر .. منذ تايخ الوجود .. لكنني يا زوجتي أشعر وأنا أقولها وكأني غير كل البشر .. فأنا لا أجد في قلبي متسع لأي شئ آخر إلا لحبك ..
زوجتي مهما قولت .. لن استطيع أن اوفي حقك .. أو أن أرد لك صبرك عليّ .. ووقوفك إلى جواري .. وتحملك لتقصيري .. وحنانك .. وحبك .. وعاطفتك .. فأنت لي كل شئ
زوجتي .. يا أم ابني .. لا استطيع بعد عامين إلا أن أقدم لك كل شكري على إسعادك لي .. فحياتي معك اختلفت كثيراً .. بل اختلفت تماماً
حبيبتي
أسأل الله أن يجمعني بك في الدنيا والجنة .. وادعو الله كما أحب أن ادعوه
اللهم احيينا معاً .. وارزقنا الشهادة معاً .. وادخلنا الجنة معاً



زوجك المجنون بيك

الأربعاء، 27 مايو 2009

خاطــرة




سيجري بي العمر .. وتذهب عني الأيام
حتى أفنى .. وأنتهي .. وما يبقى مني إلا
صورة
أو كلمة
أو ذكرى
والذين يحملون لي الصورة .. أو يحفظون عني الكلمة .. أو يذكرون لي الذكرى
سينتهون هم أيضاً .. حتى لا يبقى مني أي شئ ..
وأنتهي .. إلى الأبد

الجمعة، 15 مايو 2009

سيأتينا الرئيس المعظم



سنظل طوال هذه الفترة نحلل أسباب الزيارة .. ولماذا اختار أوباما القاهرة؟ وبالطبع ستجيبنا الصحف القومية: لأن مصر في عهد مبارك أصبحت منارة
سنظل نتناقش .. ونتحاور .. ونتوقع ماذا سيقول؟ .. وماذا سيفعل؟ .. وما الذي سيترتب على هذه الزيارة؟
سنرسم السيناريوهات .. ونعقد الآمال ..
ونقف بالزهور .. .. ونرفع الأعلام ..
وتتأهب البلاد .. ونحبس الأنفاس .. حتى تأتي اللحظة المشهودة .. ثم :
يأتي أوباما العظيم ..
تسكت الأصوات .. تنصت الآذان .. ويلقى الرئيس المعظم فصل البيان:
"مصر دولة عريقة .. علاقة مصر بأمريكا قديمة .. سندعم الديموقراطية .. وإذا أردتم التقدم فأقيموا في بلادكم الحرية..
نعرف سماحة الإسلام .. سنقاتل دوماً الإرهاب .. ولا نريد بين اليهود وحماس إلا السلام"

وعندما يُنهي الخطاب ..
سيهللون .. سيصفقون .. ويلتقطون مع رئيس العالم بعض الصور..
سنحلل الكلام .. ونفسر الأحلام .. ونلف وندور ونترجم ما كان بين السطور ..
ويعود أوباما إلى بلاده العظمى .. ومصر على حالها ستبقى
كل شئ كما هو .. الظلم .. الاستبداد .. الاستعباد .. ورئيس البلاد
سينتهي كل شئ .. ولم يتغير شئ .. ولن يتغير شئ ..
فمازلنا غرقى في السكون .. نعشق أنغام السكوت .. ونردد ترانيم الصمت
يا بلدي .. يا وطني .. يا شعبي
جلسوا على عرش بلادنا سنين مديدة ..
وسمعناهم مرات عديدة ..
وأعطيناهم فرصاً كثيرة ..
إنهم عباد أوباما .. ينفذون ما يريد .. ويسمعون ما يقول .. ويسيرون على طريقه المستقيم .. لن يغضب عليهم .. ولن ينكر فعلهم ..

دعوكم من السراب ولا تسمعوا الهراء .. لن يغير حالنا إلا أنفسنا .. ولن يكسر قيدنا إلا أيدينا .. ولن يهدم سجننا إلا إرادتنا .. ولن نلبس ثوب الحرية إلا إذا دفعنا الثمن.

الجمعة، 8 مايو 2009

مشهد تتمنى أن تعيشه (قصة قصيرة)

هذه الكلمات كتبتها في مارس 2004 كمشاركة في عمل دعوي .. وشاركني في الكتابة إنسان حبيب إلى نفسي هو د.إسلام عيد .. فهي إذاً ليست ملكي .. ولا أنسبها إلى نفسي ولكنني أحبها جداً .. ولا أملّ قراءتها بين الحين والآخر .. وفي كل مرة أشعر إنني أقرأها لأول مرة

القصـــة
اترك كل ما يحدث الآن في فلسطين ..اترك هذا الواقع الأليم .. أترك كل شئ و تعالى معي .. تعالى و تخيل هذا المشهد .. أطلق لخيالك العنان..لتعيش في زمان آخر..حينما يتبدل الحال ويتغير الوضع وينتصر المسلمون على اليهود بعد أن توحدت جيوشهم.. وبعد سلسلة طويلة من الحروب والانتصارات..لم يبقى للمسلمين إلا معركة واحدة ..مع حامية قوية على مشارف القدس وأنت تقف بين الجيش ..بعد حصار طال أيام..أرض المعركة حولك مليئة بجثث الشهداء..و كل بقعة فيها ملطخة بالدماء..وصوت القذائف المتبادلة يملأ القلوب بالخوف والرعب..فى كل لحظة يسقط بجوارك شهيد .. ولكن برغم كل هذا صوت تكبير الجنود لا ينقطع .. تنظر إلى زملائك .. وعيونكم يملأها الأمل والعزيمة..وفى كل لحظة يردد كل واحد للآخر(أخي..اصبر فلم يبقى إلا القليل) ترفع رشاشك..تصوبه نحو جندي إسرائيلي... فتصيبه من بعيد..فتملأك النشوى لأنك أنقصت منهم واحداً.. لأنك تأخذ منهم ثأر السنين .. وتساهم في طريق النصر..
وبعد صبر طويل..وقتال عنيف..تقتحمون الحامية..وتقتلون كل من تبقى منهم..ثم تعلو منكم صيحات النصر..وتعلو وتعلو..وفى لحظة واحدة يسجد كل الجيش على الأرض وتجرى من عيونكم الدموع..تجرى فرحاً بنصر قد غاب لسنين طويلة.. تجري على الأرض .. تحتضن الدموع هذا التراب .. الدموع التي طالماً جرت من عينك شوقاً إلى هذه اللحظة .. ثم تتقدم أنت مع الجيش متوجهاً إلى القدس..
وعلى جبال القدس ترى الحشود مندفعة ولا تنتهي تتدفق من كل اتجاه..ومن كل بلد أتوا يقصدون مكاناً واحداً..الأقصى ..القدس..بلد الإسراء..وصوت تكبيرهم وتهليلهم يزلزل الجبال ويهز القلوب ويحرك المشاعر..كلهم يتدفقوا إلى شوارع المدينة..وأنت تسير معهم..لا بل تجرى..والجميع كل منهم يريد أن يصل إليه أولاً..يسرعون الخطى وأنت تكاد تطير..تشتاق أن تراه..قلبك يخفق بكل قوة..يكاد ينخلع من صدرك..حتى يتوقف الجميع أمامه..و أنت تخترق الصفوف..تخترق الزحام حتى تصل إليه..ترفع عينيك..تراه..لا تصدق ما يحدث..فعلاً أنت أمام الأقصى..ومع أول نظرة تتمنى لو تحتضنه بين ذراعيك..تتمنى لو تضمه كله إلى صدرك..تقترب منه..تتردد أن تتقدم..فالمشهد مهيب ..الأقصى هل هذا معقول؟!..حلم السنين..تقترب شيئاً.. فشيئاً..ومع كل خطوة تردد لنفسك نفس الكلمات..
أنا في الأقصى!..أنا في الأقصى!..
حتى تصل إلى أعتابه..تضع يديك على جدرانه..ثم تغمض عينيك .. وتقبّله .. وتتدفق من قلبك مشاعر حب كادت تنفجر في قلبك..تطلب من أحدهم أن يعينك على الصعود .. تتسلق الجدران .. تصعد بجوار قبته الفضية التي لم تراها سوى في الصور..تنظر في الأفق .. ترى المئات .. لا بل آلاف وآلاف من المسلمين يملئون ساحة الأقصى .. يملئون القدس.. يملئون فلسطين .. يغلب المشهد مشاعرك..تنهمر الدموع من عيونك .. تستجيشك العاطفة.. تشعر أنك تريد أن تقول لكل هؤلاء الناس كلمات .. كلمات تضج في صدرك..تنظر في عيونهم..
ثم تنظر إلى السماء..و بكل قوتك تهتف .. تهتف:
الله أكبر..الله أكبر..أشهد أن لا إله إلا الله..
لن يصبح هذا المشهد سراباً بل سيكون حقيقة تلامس الواقع عن قريب بإذن الله "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا"

السبت، 25 أبريل 2009

الحلقة الأخيرة من مسلسل "وهم جيل الـ 3G الإخواني"



لعل لهم الحق لأن أفكارهم ارتطمت ببعض العقول الجامدة ..

لعل لهم الحق لأنهم وجدوا إنسداداً في قنوات الحوار ..

لعل لهم الحق لأن آرائهم قتلتها ديكتاتورية بعض المسئولين ..

لعل لهم الحق لأنهم لم يجدوا من يسمع لهم ..

لعل لهم الحق لأنهم لم يجدوا من يستوعب طاقتهم ومن يوجه حماستهم ..

لعل لهم الحق .. أو بعض الحق .. أو كل الحق .. فمن المنصف أن أقول ذلك .. أن هؤلاء الشباب ما دفعهم لهذه الثورة ضد الجماعة وأفكارها ومؤسسها وقادتها أنهم وجدوا أنفسهم يعزفون لحن الحوار الفردي .. حوار من طرف واحد .."أغني وأرد على نفسي" ليس بالطبع كلهم كذلك منهم من حاولت الجماعة أو أحد أفرادها أو قيادتها أن يقترب منه و أن يقلص مساحة الخلاف وأن يسمع للأفكار وأن يناقش الرؤى .. وكثير منهم لم يحاول أن يقترب من فكره أحد فبقى وحيداً .. فأصبح لديه الحق .. لأن هذا هو دور الجماعة فهي الأكبر والأعمق ومن الواجب عليها أن تبذل الجهد والتفكر من أجل أن تسمع صوت أبنائها .. وأن تحتضن طاقتهم .. وأن تقدر أفكارهم

ولكن برغم كل هذا إلا أنني أجدهم قد أساؤا استخدام هذا الحق .. وأرى أيضاً أن الحق غادر صفهم ووقف في صف الجماعة .. كيف ذلك؟

-لأنهم لم يكونوا موضوعيين حينما أخذوا الفكرة بأخطاء الأشخاص .. فطالبوا بإلغاء التنظيم أو قرروا فجأة أن حسن البنا أفكاره غير مناسبة ليس لعصرنا فقط وإنما غير مناسبة حتى لعصره .. أو وجدوا الجماعة وأساليبها لم تعد مناسبة وواقعنا الحالي .. وصارت نظرياتهم وكأنها مطلقات لا خلاف فيها .. وأحكامهم غير قابلة للنقاش

-لأنهم رفضوا القواعد والنظم ووصفوا الجماعة بأنها تنظيم عسكري .. وأنى لأي جماعة أو مؤسسة في هذا الكون أنى لها أن تنجح وليس لديها القوانيين التي تنظم العلاقات بين أفرادها .. وبين كل مستوى والأعلى منه

-لأن بعضهم لجأ إلى تجريح الأشخاص أو التشهير بأخطائهم ..

-لأنهم عمموا تجربتهم وكأن الشخص الذي أخطئ في حق أحدهم كأن هذا الشخص هو كل الجماعة ..

- لأنهم أحياناً كانوا جزء من مخططات آخرين عندما استُغل الخلاف بينهم وبين الجماعة ضد الجماعة ..

- لأنهم ضيعوا وقتهم واستنفذوا طاقتهم وأهدروا موهبتهم في جدالات عقيمة .. وحوارات فلسفية .. ونادوا بأفكار غير محددة .. وكانت ندائاتهم مجرد كلاماً مرسلاً .. دون وضع آليات للتنفيذ .. فأصبحت أفكارهم مجرد شعارات غامضة .. غير واضحة المعالم ..

لذلك فأنني أقول لهم .. انصحوا للجماعة ولقادتها .. وقاتلوا وقاوموا وناضلوا من من أجل أن تصل أفكاركم .. ولكن بالشكل الأنسب للنصح .. وبالطرق الموضوعية .. دون تمييز أنفسكم كفريق خارج الفريق .. أو كصف حاد عن الصف
- لا تقفوا عند حدود الكلام .. واعبروا جدران الفلسفة .. وتحركوا إلى العمل .. وابنوا مع البنائين .. ولا تقفوا وحدكم تبنون في الصحراء بلا أحجار .. كفانا كلام فإن المتحدثين كثُر .. وأنى للكلام وحده أن يغير .. كونوا دليلاً عملياً على صحة أفكاركم .. نفذوها .. طبقوها .. وستنقاد الجماعة نحو نجاحكم

ُنقر أن الجماعة بها بعض المشكلات في الأداء .. في الأسلوب .. في الأفراد .. في أي شئ .. فهذا طبيعي في أي مؤسسة أو جماعة في هذا الكون

ولكن الصعود والهبوط أمر طبيعي في حياة الأمم والمؤسسات "فكلما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع" ..

ربما الإخوان الآن في نظركم في حالة "الهبوط" ولكن دائماً بعد الهبوط ارتفاع .. ومن يصبر على عنت الصعود يجنى ثمار الطيران

فاصبروا على التغيير داخل الصف .. بالشكل الذي يبني لا بالذي يهدم .. بالأسلوب الذي يجمّع لا بالذي يفرق .. لأن هذا حق الجماعة عليكم .. اصبروا:

وفاءًا لجماعة الإخوان التي تعلمتم وتعلمنا فيها .. كيف نحلم .. وكيف يكن لحياتنا هدف نبذل الغالي والرخيص من أجل تحقيقه

وفاءًا لجماعة الإخوان التي علمتنا كيف نعيش ونموت ونضحي من أجل قيمنا ومبادئنا ..

وفاءًا لجماعة الإخوان التي علمتنا كيف نفكر ونخطط ونحاور ..

وفاءًا لجماعة الإخوان التي جمعت قلوبنا على القرآن .. وعلمتنا كيف نفهم الإسلام ..

وفاءًا لإخوان أحبونا وأحببناهم وعلمونا وأثّروا في حياتنا ونفوسنا

وعلى الجانب الآخر .. أنادي بأعلى صوتي لعل صدى ندائي يبلغ الآذان .. أنادي قادة ومسئولي هذه الجماعة:
- يجب أن تقتربوا من الشباب وأفكارهم ولا تقللوا من قدرها ولا من قدر طاقتهم وحماستهم
- كثير من الحوار مفيد .. للجماعة وللشباب ولكم
- اصنعوا مناخاً مناسباً يسمح للجميع طرح الأفكار بحرية ..
- اقبلوا الاختلاف ولا تلفظوه مهما كانت درجته .. فإن فكر الجماعة يسع الجميع
- إن أخطأتم فلا حاجة للتبرير قولوا أنكم أخطأتم .. فكلنا نعرف أن العصمة فقط لرسول الله صلى الله عليه وسلم

آخر ما أحب أن أسطره .. إن قناعاتي التي صغتها لم تكن عن دراسة أكاديمية أو منهجية .. وإنما كتبت ما رسخ في عقلي من خلال ما أراه بنفسي داخل جماعة الإخوان .. وما سمعته من تجارب آخرين .. وما قرأته في الصحف والمواقع والمدونات .. وفي النهاية هذه وجهة نظري تحتمل الصواب والخطأ.

الاثنين، 20 أبريل 2009

الحلقة الأولى من مسلسل"وهم جيل الـ 3G الإخواني"



هل تسمع جوليا بطرس؟

هل تدخل السينيما؟

هل تستهويك موسيقى "بودبار"؟

هل تؤيد موسيقى الراب وترى الحركة الإسلامية بدونها سراب؟


هل تعتقد أنك شخص مضطهد إخوانياً؟

هل مفردات لغتك عن الحرية والتحرر وكسر القيود داخل جماعة الإخوان؟

هل ترى الإخوان جماعة تسلك الطرق التقليدية وتنتهج الأفكار العتيقة؟

عزيزي الشاب : مرحباً بك .. لقد أضفت اسمك في قائمة "جيل الـ 3G" وأنت الآن شخصية متفتحة .. منفتحة .. متحررة ..مبتكرة.



موجة وموضة ليست بالجديدة أحدثها بعض الشباب الذين يعلنون إنتمائهم للإخوان .. على المدونات والمنتديات والفيس بوك .. وجذبوا الكثير من شباب الإخوان .. حالة من التمرد على كل شئ والانتقاد لكل شئ:
التنظيم .. الجماعة .. الأهداف .. الوسائل .. والبنا نفسه .. وبالطبع أنا لا أجد ضير من انتقاد الذات ولا أعتبر انتقاد بعضنا -على اعتبار أنهم منا نحن الإخوانيين- للجماعة .. لا أعتبر ذلك جرماً .. بل إنني أؤمن بأن الاختلاف سنة من سنن الله في الخلق .. وأنه من الوارد بل من الطبيعي أن يخطئ بعض أفراد الجماعة أو قيادتها أو المرشد أو الجماعة كلها ممكن أن تقع في دائرة الخطأ في التفكير أو التطبيق .. وأؤمن أيضاً بحتمية وجود مناخ من الحوار الحر المفتوح حتى يتسنى لنا جميعاً أن نسمع بعضنا ونصحح مسارتنا وأن نطور من أدائنا .. أؤمن بهذا كله .. ولكن:

أنا معترض ومختلف مع أسلوب طرح هذا التيار لأفكاره .. ومختلف مع سلوكياته .. أختلف معه كل الاختلاف .. أرى ما يرونه من سلبيات ومشكلات داخل الجماعة .. ولا أدعى أنها معافاة من كل سوء أو مرض .. فليس النقص إلا من شيم البشر .. ولكن آلياتهم وأسلوبهم وثورتهم وشطحاتهم أراها تحيد عن الصواب .. ولا أجد منها فائدة أو طائل إلا مساحة الشهرة التي اكتسبها بعضهم في وسائل الإعلام وعلى مستوى بعض المؤسسات الحقوقية .. لا لشئ إلا لأنه "ينتقد جماعة الإخوان .. ويسلقها بألسنة حداد" ولولا ذلك ما كان له عندهم وزن ولا قدر ..

وأنا هنا أحب أن أعرض وجهة نظري المضادة لهذا التيار وسأقف عند أمرين شديدي الأهمية والخطورة ..


الأول: أفكار هذا التيار


الثاني: سلوكه


من المنطق أن يكون للسلوك علاقة بالأفكار والقناعات لأن الأول نتاج الثاني .. إلا أنني أرى أن كل واحد منهما عند هؤلاء الشباب ليس له علاقة بالآخر .. أو بشكل أكثر تحديداً .. لا يعبر سلوكهم عن أفكارهم .. فليس هذا نتاج ذاك .. ولا ذاك من هذا .. إنما هي حالة من التخبط والتأرجح الفكري .. حالة من التمرد على العادات والتقاليد والأعراف وأحياناً الشريعة .. فما علاقة دخول السينيما وجوليا بطرس بالحرية داخل الجماعة وجمود فكرها وبطئ حركتها كما يزعمون .. ما العلاقة؟؟ لا أدري

أنا أتحدث هنا عن خلع ثوب الداعية (الشيخ) ولبس ثوب آخر أنا عاجز عن وصفه .. لماذا يا سادة لا نتحدث إلا عن تحويل الجماعة إلى حزب ؟؟ أو إلغاء التنظيم؟؟ أو الإصلاحيين والمحافظين؟؟ لماذا لا نتحدث إلا عن هذا ونترك الحديث عن تغيير النفس وتربية الناس ..


إن خالطت هؤلاء يجب عليك أن تخجل من نفسك فأنت شيخ .. مسكين .. ساذج .. ملكش في الفكر والفلسفة والسياسة ..


لا حديث عن قيام الليل .. أو الفجر .. أو القرآن .. لا مكان للكلام عن القلوب .. هذا غير وارد بالمرة .. هم ليسو إلا نسخ كربونية لثقافة "جريدة الدستور" الكلام لازم يكون خارج نطاق الدين


ببساطة .. قناعتي بالإخوان وأظن أنه يشاركني في ذلك أغلب الإخوان .. قناعتنا بها لأنها تستمد فكرها وحركاتها وآلياتها من دين الله .. الإسلام .. فنحن جماعة دينية في المقام الأول .. دعونا نترك المدونات والصحف والإعلام والأحزاب والحركات .. دعونا نطرح هذا جانباً بعض الوقت .. فنحن لا نريد إلا العمل للدين؟؟ والثواب .. والطاعة


نحتاج ويحتاجوا .. أن نعرض سلوكيتنا مهما كانت بسيطة وصغيرة على الشرع .. والدين .. هذا هو المقياس .. إرضاء الله أو جلب سخطه


لا أظن مطلقاً أننا نحتاج شيئاً لهذه الدعوة أو لهذا الوطن أو لهذه الأمة غير:


دمعات الخشية .. وحلاوة الإيمان .. ولذة التلاوة .. وذل الدعاء


أنا لا أتهم إيمان أحد .. ولكنني أتحدث عن الظاهر .. وأقول أننا قبل أن نجاهر الناس بهوية تعشق الموسيقى وتشاهد الأفلام وتنصر الراب .. وتمجد الفلسفة .. وتقلد العلمانية


يجب أن نتذكر الله .. ونتذكر أيضاً أن هذه الأمة لن ينصرها بعد الله إلا رجال أتقياء أخفياء .. قدموا بين الله أعمالهم وحياتهم وأهلهم .. يرجون منه القبول.


مخلصش الكلام .. لسه جوايا كتير حقوله في (الجزء الثاني) إن شاء الله