
سنظل طوال هذه الفترة نحلل أسباب الزيارة .. ولماذا اختار أوباما القاهرة؟ وبالطبع ستجيبنا الصحف القومية: لأن مصر في عهد مبارك أصبحت منارة
سنظل نتناقش .. ونتحاور .. ونتوقع ماذا سيقول؟ .. وماذا سيفعل؟ .. وما الذي سيترتب على هذه الزيارة؟
سنرسم السيناريوهات .. ونعقد الآمال ..
ونقف بالزهور .. .. ونرفع الأعلام ..
وتتأهب البلاد .. ونحبس الأنفاس .. حتى تأتي اللحظة المشهودة .. ثم :
يأتي أوباما العظيم ..
تسكت الأصوات .. تنصت الآذان .. ويلقى الرئيس المعظم فصل البيان:
"مصر دولة عريقة .. علاقة مصر بأمريكا قديمة .. سندعم الديموقراطية .. وإذا أردتم التقدم فأقيموا في بلادكم الحرية..
نعرف سماحة الإسلام .. سنقاتل دوماً الإرهاب .. ولا نريد بين اليهود وحماس إلا السلام"
وعندما يُنهي الخطاب ..
سيهللون .. سيصفقون .. ويلتقطون مع رئيس العالم بعض الصور..
سنحلل الكلام .. ونفسر الأحلام .. ونلف وندور ونترجم ما كان بين السطور ..
ويعود أوباما إلى بلاده العظمى .. ومصر على حالها ستبقى
كل شئ كما هو .. الظلم .. الاستبداد .. الاستعباد .. ورئيس البلاد
سينتهي كل شئ .. ولم يتغير شئ .. ولن يتغير شئ ..
فمازلنا غرقى في السكون .. نعشق أنغام السكوت .. ونردد ترانيم الصمت
يا بلدي .. يا وطني .. يا شعبي
جلسوا على عرش بلادنا سنين مديدة ..
وسمعناهم مرات عديدة ..
وأعطيناهم فرصاً كثيرة ..
إنهم عباد أوباما .. ينفذون ما يريد .. ويسمعون ما يقول .. ويسيرون على طريقه المستقيم .. لن يغضب عليهم .. ولن ينكر فعلهم ..
دعوكم من السراب ولا تسمعوا الهراء .. لن يغير حالنا إلا أنفسنا .. ولن يكسر قيدنا إلا أيدينا .. ولن يهدم سجننا إلا إرادتنا .. ولن نلبس ثوب الحرية إلا إذا دفعنا الثمن.