الأربعاء، 27 مايو 2009

خاطــرة




سيجري بي العمر .. وتذهب عني الأيام
حتى أفنى .. وأنتهي .. وما يبقى مني إلا
صورة
أو كلمة
أو ذكرى
والذين يحملون لي الصورة .. أو يحفظون عني الكلمة .. أو يذكرون لي الذكرى
سينتهون هم أيضاً .. حتى لا يبقى مني أي شئ ..
وأنتهي .. إلى الأبد

الجمعة، 15 مايو 2009

سيأتينا الرئيس المعظم



سنظل طوال هذه الفترة نحلل أسباب الزيارة .. ولماذا اختار أوباما القاهرة؟ وبالطبع ستجيبنا الصحف القومية: لأن مصر في عهد مبارك أصبحت منارة
سنظل نتناقش .. ونتحاور .. ونتوقع ماذا سيقول؟ .. وماذا سيفعل؟ .. وما الذي سيترتب على هذه الزيارة؟
سنرسم السيناريوهات .. ونعقد الآمال ..
ونقف بالزهور .. .. ونرفع الأعلام ..
وتتأهب البلاد .. ونحبس الأنفاس .. حتى تأتي اللحظة المشهودة .. ثم :
يأتي أوباما العظيم ..
تسكت الأصوات .. تنصت الآذان .. ويلقى الرئيس المعظم فصل البيان:
"مصر دولة عريقة .. علاقة مصر بأمريكا قديمة .. سندعم الديموقراطية .. وإذا أردتم التقدم فأقيموا في بلادكم الحرية..
نعرف سماحة الإسلام .. سنقاتل دوماً الإرهاب .. ولا نريد بين اليهود وحماس إلا السلام"

وعندما يُنهي الخطاب ..
سيهللون .. سيصفقون .. ويلتقطون مع رئيس العالم بعض الصور..
سنحلل الكلام .. ونفسر الأحلام .. ونلف وندور ونترجم ما كان بين السطور ..
ويعود أوباما إلى بلاده العظمى .. ومصر على حالها ستبقى
كل شئ كما هو .. الظلم .. الاستبداد .. الاستعباد .. ورئيس البلاد
سينتهي كل شئ .. ولم يتغير شئ .. ولن يتغير شئ ..
فمازلنا غرقى في السكون .. نعشق أنغام السكوت .. ونردد ترانيم الصمت
يا بلدي .. يا وطني .. يا شعبي
جلسوا على عرش بلادنا سنين مديدة ..
وسمعناهم مرات عديدة ..
وأعطيناهم فرصاً كثيرة ..
إنهم عباد أوباما .. ينفذون ما يريد .. ويسمعون ما يقول .. ويسيرون على طريقه المستقيم .. لن يغضب عليهم .. ولن ينكر فعلهم ..

دعوكم من السراب ولا تسمعوا الهراء .. لن يغير حالنا إلا أنفسنا .. ولن يكسر قيدنا إلا أيدينا .. ولن يهدم سجننا إلا إرادتنا .. ولن نلبس ثوب الحرية إلا إذا دفعنا الثمن.

الجمعة، 8 مايو 2009

مشهد تتمنى أن تعيشه (قصة قصيرة)

هذه الكلمات كتبتها في مارس 2004 كمشاركة في عمل دعوي .. وشاركني في الكتابة إنسان حبيب إلى نفسي هو د.إسلام عيد .. فهي إذاً ليست ملكي .. ولا أنسبها إلى نفسي ولكنني أحبها جداً .. ولا أملّ قراءتها بين الحين والآخر .. وفي كل مرة أشعر إنني أقرأها لأول مرة

القصـــة
اترك كل ما يحدث الآن في فلسطين ..اترك هذا الواقع الأليم .. أترك كل شئ و تعالى معي .. تعالى و تخيل هذا المشهد .. أطلق لخيالك العنان..لتعيش في زمان آخر..حينما يتبدل الحال ويتغير الوضع وينتصر المسلمون على اليهود بعد أن توحدت جيوشهم.. وبعد سلسلة طويلة من الحروب والانتصارات..لم يبقى للمسلمين إلا معركة واحدة ..مع حامية قوية على مشارف القدس وأنت تقف بين الجيش ..بعد حصار طال أيام..أرض المعركة حولك مليئة بجثث الشهداء..و كل بقعة فيها ملطخة بالدماء..وصوت القذائف المتبادلة يملأ القلوب بالخوف والرعب..فى كل لحظة يسقط بجوارك شهيد .. ولكن برغم كل هذا صوت تكبير الجنود لا ينقطع .. تنظر إلى زملائك .. وعيونكم يملأها الأمل والعزيمة..وفى كل لحظة يردد كل واحد للآخر(أخي..اصبر فلم يبقى إلا القليل) ترفع رشاشك..تصوبه نحو جندي إسرائيلي... فتصيبه من بعيد..فتملأك النشوى لأنك أنقصت منهم واحداً.. لأنك تأخذ منهم ثأر السنين .. وتساهم في طريق النصر..
وبعد صبر طويل..وقتال عنيف..تقتحمون الحامية..وتقتلون كل من تبقى منهم..ثم تعلو منكم صيحات النصر..وتعلو وتعلو..وفى لحظة واحدة يسجد كل الجيش على الأرض وتجرى من عيونكم الدموع..تجرى فرحاً بنصر قد غاب لسنين طويلة.. تجري على الأرض .. تحتضن الدموع هذا التراب .. الدموع التي طالماً جرت من عينك شوقاً إلى هذه اللحظة .. ثم تتقدم أنت مع الجيش متوجهاً إلى القدس..
وعلى جبال القدس ترى الحشود مندفعة ولا تنتهي تتدفق من كل اتجاه..ومن كل بلد أتوا يقصدون مكاناً واحداً..الأقصى ..القدس..بلد الإسراء..وصوت تكبيرهم وتهليلهم يزلزل الجبال ويهز القلوب ويحرك المشاعر..كلهم يتدفقوا إلى شوارع المدينة..وأنت تسير معهم..لا بل تجرى..والجميع كل منهم يريد أن يصل إليه أولاً..يسرعون الخطى وأنت تكاد تطير..تشتاق أن تراه..قلبك يخفق بكل قوة..يكاد ينخلع من صدرك..حتى يتوقف الجميع أمامه..و أنت تخترق الصفوف..تخترق الزحام حتى تصل إليه..ترفع عينيك..تراه..لا تصدق ما يحدث..فعلاً أنت أمام الأقصى..ومع أول نظرة تتمنى لو تحتضنه بين ذراعيك..تتمنى لو تضمه كله إلى صدرك..تقترب منه..تتردد أن تتقدم..فالمشهد مهيب ..الأقصى هل هذا معقول؟!..حلم السنين..تقترب شيئاً.. فشيئاً..ومع كل خطوة تردد لنفسك نفس الكلمات..
أنا في الأقصى!..أنا في الأقصى!..
حتى تصل إلى أعتابه..تضع يديك على جدرانه..ثم تغمض عينيك .. وتقبّله .. وتتدفق من قلبك مشاعر حب كادت تنفجر في قلبك..تطلب من أحدهم أن يعينك على الصعود .. تتسلق الجدران .. تصعد بجوار قبته الفضية التي لم تراها سوى في الصور..تنظر في الأفق .. ترى المئات .. لا بل آلاف وآلاف من المسلمين يملئون ساحة الأقصى .. يملئون القدس.. يملئون فلسطين .. يغلب المشهد مشاعرك..تنهمر الدموع من عيونك .. تستجيشك العاطفة.. تشعر أنك تريد أن تقول لكل هؤلاء الناس كلمات .. كلمات تضج في صدرك..تنظر في عيونهم..
ثم تنظر إلى السماء..و بكل قوتك تهتف .. تهتف:
الله أكبر..الله أكبر..أشهد أن لا إله إلا الله..
لن يصبح هذا المشهد سراباً بل سيكون حقيقة تلامس الواقع عن قريب بإذن الله "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا"